هناء معمر القذافي تنتظر مساعدتي وقد تحتاجك أيضاً!

قبل بدايات الحركات الإحتجاجية في ليبيا   في 17 شباط 2011 ، كنت أعلن صراحة  بأنني أشجع بعض الأفكار بالإضافة إلى بعض المواقف – وليس بكاملها-  التي يطلقها معمر القذافي خلال خطاباته، كما وأن موقفي من ما جرى بعد بدء الإحتجاجات الليبية والذي كان رافضاً للتدخل الأجنبي العسكري على الأراضي الليبية قد يكون ربما قد رفع رصيدي لدى من يعتبر نفسه وسيطاً لدى القيادة الليبية  بقيادة الأخ العقيد معمر القذافي آنذاك.

واليوم بعد قرابة الشهرين من سقوط النظام الليبي، وإنتهاء الحملات العسكرية الجوية لحلف الناتو،  سنحت الفرصة ليتم إيصل الطريقة الأنسب لكيفية التواصل بيني أنا وبين كريمة العقيد المرحوم  معمر القذافي الآنسة هناء معمر القذافي.

بعد الغموض الذي لف قصة هناء معمر القذافي في عام 1986 ، وخروج بعض هذا الغموض إلى الضوء  في شهر آب 2011، تأتي اليوم الآنسة هناء لتتواصل معي طالبةً بعض المساعدة من أجل الحصول على بعض الراحة في حياتها كما لمساعدتها على تحقيق حلمها.

تلقيت على بريدي الإلكتروني رسالة باللغة العربية من  HANA MUAMMAR GADDAFI ، تشير إلى أنها بحاجة إلى مساعدة في استثمار 32.4 مليون يورو من ثروة والدها، التي حولها إلى حسابها الخاص من بنك بسويسرا لعقد مشاريع أنابيب الغاز والزيت. إضافة إلى ذلك فإنها تعرض لي أن أكون “شريك بكل شيء” وذلك بغية تحريرها مما تعانيه ” محتاجة الخروج من هنا باقرب فرصة ,انا موجودة توى بالكامب الكاريبى فى ميامى بامريكا , ومابودى العيشة هنا , ساعدنى بالخروج من هنا والعيشة بامان وسلام” .

الرسالة كما وصلتني

وبالطبع وعدت بأن تتصل بي وتشرح لي كل شيء أريد معرفته بخصوص هذا الموضوع حالما ارسل لها اسمي الكامل، ورقم هاتف الجوال.

الآن للكلام الجد في شأن هذا الوضوع،

من المؤكد أن هذه الرسالة ليست صحيحة لا شكلاً ولا مضموناً كما وأن الهدف من هذه الرسالة يبدو من أجل سرقة بعض المعلومات الخاصة وربما التحايل المالي أو القانوني وربما مجرد الدخول إلى بريدي الإلكتروني الخاص.

الأمر الذي ابديت إعجابي به هنا هو ان هذا النوع من الرسائل أحصل عليه للمرة الأولى باللغة العربية، فلطالما وصلني إلى بريدي الإلكتروني رسائل باللغة الإنكليزية وهذا يشير إلى تطور هذا النوع من الاعمال.

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكن التأكد من ذلك فعلياً من أن مرسل هذه الرسالة ليس بالفعل هناء القذافي؟

الجواب بسيط جداً، إذ يكفي أن نرى عنوان البريد الإلكتروني الذي تم إرسال منه هذه الرسالة وفي هذه الحالة eswar@aries.res.in

أنقل هذا العنوان إلى – حبيب الملايين – موقع غوغل وأبحث وما أحصل عليه هو تقرير يشير إلى أن هذا العنوان البريدي تابع لشخص اسمه C. Eswaraiah وتلك هي صورته في الأسفل.

كما هو معلوم، فإن القيمة المادية لليد العاملة إضافة إلى القوانين المختصة بالإتصالات والتجارة في الهند، تستقطب شركات التسويق والإتصالات  تحت تسميات مختلفة، لذلك قد يكون هو موظف في إحدى تلك الشركات وربما قد يكون قد تم استخدام بريده الإلكتروني الخاص من أجل إرسال مئات الرسائل إلى أشخاص لم يلتقيهم قط.

ولكن من خلال التعمق أكثر من خلال هذا الخيط (أي عنوان البريد الإلكتروني)، تحط بي الرحال في موقع متخصص بعمليات الإحتيال الإلكتروني، حيث يصنف هذا الموقع عنوان البريد الإلكتروني ذلك إلى أن 36% من عملياته الإلكترونية ينتج عنه سرقة المعلومات الشخصية – ID Theft – ربما لإعادة إستخدامها في عمليات مشبوهة أخرى.

في النهاية، ما يجب قوله هو أنه يجب الإنتباه إلى ما يصلك أنت وأنا على الإنترنت، إن كان على البريد الإلكتروني او على الفايسبوك أو على مواقع أخرى، فخطر الإحتيال موجود كما في العالم الحقيقي كذلك في العالم الإفتراضي. لذا انتبه عزيزي القارئ على كل ما يصلك.

هل قرأتم المواضيع التالية؟

جدول زمني رائع عن “ربيع” العرب

بسمة شخص نسي طعم الحياة تغنيك عن كنوز الدينا

ست مراحل لمقتل بن لادن على الإنترنت